مجلس النواب يحتفي بمرور مائة عام على تأسيس أول مجلس نيابي عراقي

برعاية رئيس مجلس النواب بالنيابة السيد محسن المندلاوي، أقام مجلس النواب، اليوم الأحد، احتفالية بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس أول مجلس نيابي عراقي، تحت شعار ( المجلس النيابي¬¬- إرادة الشعب).

وافتتح الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، والذي أقيم في القاعة الكبرى بمبنى المجلس بحضور فخامة رئيس الجمهورية والسيد وزير التخطيط ممثلاً عن السيد رئيس مجلس الوزراء والزعماء وقادة الأحزاب السياسية والسيدات والسادة رؤساء واعضاء مجلس النواب الحالين والسابقين وممثلين للبعثات الدبلوماسية في العراق.

ورحب السيد رئيس مجلس النواب بالنيابة بالحضور الكريم، مبيناً ان هذه المناسبة تعبّر عن تمسّك شعبنا بمبادئ الديمقراطية ودوره في الحياة السياسية وتجسّد عَراقة الحياة النيابية في بلدنا، مشيراً إن العمل النيابي في العراق عبر المائة عام الماضية مثّلت انعكاساً للوضع السياسي والاجتماعي.

وأضاف المندلاوي ان عام 2003، شهد خلاصَ بلدنا وشعبنا من النظام البعثي الدكتاتوري والتوجه إلى ترسيخ القيم الديمقراطية، وممارسةً رافقتها عناية المرجعية العليا في النجف الأشرف متمثلةً بسماحة آية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله) ورفضِها إدارةَ البلد بقانونٍ مؤقتٍ مشرّعٍ من سلطةٍ غير منتخبةٍ وبإشراف المحتل.

وشدد سيادته إنّ السلطة التشريعية متمثلةً بمجلس النواب تجعلنا أمام التزامٍ دائمٍ بثنائية المسؤولية والفخر وأن المسؤولية كبيرة تجاه شعبنا وتضحياته في مواجهة الدكتاتورية وموجهة الإرهاب وهذا ما يحتّم علينا كسلطة تشريعية التعاون والتكامل مع السلطة التنفيذية والسلطة القضائية لتحقيق الأمن والاستقرار وبناء البلد ورفاهية أبنائه.

وذكر رئيس المجلس بالنيابة أن احتفالَنا بهذه المناسبة يرسخ الدورَ المحوري للسلطة التشريعية بين السلطات الأخرى ومسؤوليتها في تثبيت دعائم الدولة وسيادة القانون، لافنتاً ان هذا لا يخفي على الجميع الدور الكبير والمهم لمجلس النواب العراقي في الدفاع عن المصالح العليا للبلد وشعبه وسلطاته ومؤسساته وترجمة جهود أبنائه وطموحاتهم المشروعة، آملا بأن يستكمل المجلس تلك المسيرة ويترجم تطلعات الشعب تشريعاً وتمثيلاً لإنجاز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

بدوره أوضح فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف رشيد أن الأحتفال اليوم بمناسبة تؤرخ لمرحلة تأسيسية تبعث على الاعتزاز بالإرث السياسي العراقي الكبير، فالمتتبع لتأريخ العراق السياسي المعاصر، يجد أن العراق في مقدمة الدول التي أسست لدستور كان في حينه، الأكثر تطوراً وديمقراطية من حيث المبادئ والتأسيس، وضمان الحقوق والحريات،منوهاً إلى أنه قد عمل المؤسسون للحكم الوطني على أن يكتب القانون الأساسي العراقي بأيد عراقية، فأسسوا المجلس التأسيسي العراقي سنة 1924 لهذا الغرض
والعراق من رواد الدولة الدستورية والتأسيس الدستوري؛ فقد كانت نصوص القانون الأساسي العراقي حاكمة للحياة السياسية العراقية، وتبنى الدستور النظام البرلماني أسلوباً للحكم، وكان الأول في التأسيس للقضاء الدستوري العربي، إذ نص القانون الأساسي على تأسيس محكمة عليا للنظر في دستورية القوانين وتفسير الدستور.

وأضاف فخامته بأن العراق خرج من حقبة النظم الشمولية، بعد أن رفض الشعب ظلم الدكتاتور، وعبر عن رفضه للاستبداد في أكثر من انتفاضة، كانت تواجه بالقمع والإبادة حتى امتلأت أرض العراق بجثامين الشهداء، فأثمرت عن نظام ديمقراطي تجسد في دستور سنة 2005، الذي تبنى النظام البرلماني، بعد سلسلة من الدساتير المؤقتة التي حكمت العراق على مدى نصف قرن من الزمان تقريباً، وتقرر بموجبه مشاركة جميع الأطراف الوطنية العراقية في الحكم ومحاربة التسلط والتفرد في اتخاذ القرارات
فقد تمكنت الأنظمة الشمولية – ومع شديد الأسف – من تغيير طبيعة الحكم في العراق وتحويل النظام الوطني إلى نظام دكتاتوري عانينا منه لعقود طويلة، داعياً القوى السياسية ومجلسكم الموقر إلى الإسراع في انتخاب رئيس جديد لاستكمال وتشريع القوانين التي تصب في خدمة الوطن والمواطن.

من جانبه بين نائب رئيس مجلس الوزاء وزير التخطيط الاستاذ محمد تميم ممثلاً عن السيد رئيس مجلس الوزراء بأن العراق أول من بدأ بالنظام الدستوري الديمقراطي منذ الحضارة السومرية وتأسيسها للجمعية التي هي عبارة عن مجلس الشيوخ ومجلس الشعب، مما يدل على أن تأسيس أول مجلس نيابي عراقي عام 1925 هو امتداد حضاري، مؤكداً على أن العمل النيابي في العراق اليوم يواجه العديد من التحديات منها اقتصادية واجتماعية فضلاً عن مواجهة الإرهاب، مبيناً أهمية إنجاز مقترحات ومشاريع القوانين التي تخدم الشعب العراقي، وكلنا ثقة بأن السيدات والسادة اعضاء مجلس النواب ساعين لذلك.

وأضاف السيد ممثل رئيس مجلس الوزراء بأن الحكومة ملتزمة بتنفيذ برنامجها الحكومي الذي صوت عليه مجلس النواب ، مشيداً بمواقف مجلس النواب الداعمة للحكومة، الأمر الذي سهّل المضي في تنفيذ الكثير من المشاريع، وقد تحققت نسب انجاز مهمة في تلك المشاريع، التي تهدف الى النهوض بمستوى الخدمات وتحسين مستوى حياة المواطنين العراقيين.

وتخلل الحفل عرض فلم وثائقي يسرد قصة انشاء تأريخ المجالس النيابية في العراق.

بعدها تم تنظيم ندوة علمية في قاعة الشبيبي بمبنى المجلس قدم خلالها عدد من أساتذة التأريخ ورقة بحثية تناولت تأريخ الأقليات في التمثيل النيابي بالعراق والتمثيل في مجلس النواب العثماني ونسبة العراقيين، كذلك استعراض المهام للسلطة التشريعية وآلية تشكيل المجلس النيابي، إضافة إلى اجراء أول انتخابات للمجلس النيابي وطريقة الانتخاب ونسبة المقاعد على مدى العهود السابقة من 1924 إلى 2024، التي مرت بالمجالس النيابية، خلال تلك المدة، لافتين إلى ان التجربة التأريخية في العراق تستحق الدراسة واستلهام العبر كون العراق يمثل تأريخاً حافلاً بالإنجازات التشريعية.

وعلى هامش الأحتفالية أقام المجلس معرضاً للصور في باحة المجلس يوثق العمل النيابي لمجالس النواب العراقية في العصر الحديث.

 

مجلس النواب
الدائرة الإعلامية
10/3/2024