نص كلمة رئيس الوفد النيابي العراقي د.شاخەوان عبدالله في الدورة العشرين للجمعية العامة لبرلماني آسيا والمحيط الهادئ المنعقد حالياً في عاصمة كوريا الجنوبية سيئول

أصحاب السيادة والمعالي مع حفظ الألقاب لكل الحاضرين، طابت أوقاتكم بكل خير.

في البداية ونيابة عن وفد مجلس النواب العراقي نقدم شكرنا للرئيس المؤقت للجمعية العامة لبرلماني آسيا والمحيط الهادئ السيد (آن يونغ لي) على توجيه الدعوة لنا لحـضور هذه الدورة العشرين حول البيئة والتنمية ونقـدر عالياً جهود القائمين عليه.

ســادتي.. اليوم جئنا إلى سـيئول كـوفود برلمانية لنشارك في هذا المحفل الدولي الكـبير وبلا شك أن ملف تغـير المناخ وإستراتيجيات النمو الأخضر وعرضه بشكل مباشر للمناقشة مع المعلومات الدقيقة بالأرقام سـيوفر حـتماً مساحة ممتازة لتبادل الأفكـار والرؤى المستقبلية وسـياسات الحكومات من أجل التعامل بفعالية مع حجم التحـديات الناشئة للديناميات السكانية وتغـير المناخ والتنمية البشرية على مستوى العــالم.

السنوات الأخـيرة باتت مؤشرات المناخ في تصاعد مقلق، والتغيرات في درجات الحرارة لسطح الأرض والجفاف بالإضافة إلى الإحتباس الحراري بسبب إطلاق الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي عن طريق الأنشطة البشرية المختلفة، والتغير المناخي هي أهم الظواهر التي تواجهنا في القرن الحالي، لأنها تشكل مخاطر وجودية على صحة الإنسان وجودة الحياة على كوكب الأرض، فضلاً عن سبل العيش والأمن الغذائي وإمدادات المياه والنمو الاقتصادي، وهنا يتبين لنا حجم التحدي والحاجة الملحة للعمل المشترك لإصدار قرارات جريئة وإسـتثمار الإمكانيات والتنسيق بين قادة العالم بات أمراً حتمياً لتطويق الخطر الذي يحيط بنا جمعياً، وهنا نعـرج على” إتفاقية باريس” و”ميثاق غلاسكو” التي تبنتها 197 دولة للوصول إلى الحد من إنبعاثات غازات الإحتباس الحراري العالمية والحيلولة دون زيادة درجات الحرارة في العالم، ويجب أن نشير إلى قضية الإلتزامات التي تعهدت بها الحكومات حتى الآن، وتعـزيز الإستراتيجيات الغـير تقليدية لتحقيق الهدف المزدوج المتمثل في مكافحة تغـير المناخ مع الحفاظ على النمو الإقتصادي بشكل فعال، وقضية المناخ نجدها بكل المقاييس حالة طوارئ عالمية تتجاوز كل الحـدود الوطنية لدول العالم، وتتطلب جهوداً إســتثنائية على جميع المستويات وتعـاوناً دولياً لتقديم المساعدة والتحرك السريع نحو بناء إقتصاد منخفض المستوى للكـاربون.

أيها الســيدات والسادة الحضور..
نحن اليوم أمام منعطف خطير ومراحل حاسمة، فالآثار العالمية لتغير المناخ هي واسعة النطاق ولم يسبق لها مثيل من حيث الحجم والأضرار، والعراق بحـد ذاته من أكثر الدول في المنطقة تأثراً بالمناخ، وقد شهدت السنوات الأخيرة تزايداً في التأثر لظواهر الطقس وشدتها من موجات الحـرّ والتصحر والجفاف والعواصف الرملية والترابية، مما أدى إلى المزيد من التدهور البيئي وتفاقم الآثار الإقتصادية وتداعياته في معظم أنحاء البلاد، وكان لتغيّر المناخ آثارٌ مُدمّرةٌ على البيئة والأمن المائي والغذائي، أما على صعيد التعاون فأن الحكومة العراقية مستمرة في تعاونها مع المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في غرب آسيا لتطوير القدرات الفنية والمالية وتقييم الفجوات الحالية في المعرفة المناخية والعمل على معالجتها، وعلى مستوى المؤسـسة التشريعية، فقد صادق مجلس النواب العراقي في الدورة السابقة والدورة الحالية على عدد من الإتفاقيات والمعاهدات الدولية في ملف تغـير المناخ والسعي متواصل لتأسيس شـراكات دولية لتحديد الإسـتراتيجيات المطلوبة، وإستمرار الجهود لمعالجة مسألة حصة العراق المائية مع دول الجـوار، ومجلس النواب يدعم برامج التوعية والتثقيف والتوجيه لحماية البيئة.

الحضور الكريم.. أن دور التأثير البشري في النظام المناخي لا جدال فيه، وعلى الحكومات والشركاء الدوليين والمنظمات العالمية التعاون والتفاعل مع المبادرات وتعبئة الطاقات والقدرات وإعادة تأهيل البنى التحتية المستدامة والتكيف مع تغير المناخ.

ختامًا.. إننا نرى معايير النجاح لتنفيذ الاتفاقيات العالمية في مواجهة التغير المناخي للسنوات القادمة يعتمد على صانعي القرار وقدرتهم على الإستيعاب لخطورة القضية، وعلى الحكومات والمستثمرون ضرورة المراهنة على الإقتصاد الأخضر والاستثمار في الطاقة النظيفة للحفاظ على البيئة.

أتمنى النجاح والتوفيق لأعمال المؤتمر والخروج بتوصيات واقعية تلزم الحكومات لترجمة الأهداف والغاية المنشودة في ســبيل الحفاظ على البيئة وحماية مسـتقبل شعوبنا.
أشـكركم على حـسن الإصغاء وتحياتي للجميع.

د.شاخەوان عبدالله
رئيس الوفد النيابي العـراقي
كوريا الجنوبية – سيئول
2023/6/14