نص كلمة نائب رئيس مجلس النواب العراقي د.شاخەوان عبدالله أحـمد، في الحفل التأبيني للذكـرى السنوية (43) الثالثة والأربعـين ليوم الشهيد الكوردي الفيلي

بسم الله الرحمن الرحيم
السـيدات والسـادة الكرام.. جـئنا اليوم لكي نتشرف ونشارك مع التنظيمات الجماهيرية للفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكوردستاني والكـورد الفيليين في بغـداد لحـضور مراسيم الحفل التأبيني للذكـرى السنوية (43) الثالثة والأربعـين ليوم الشهيد الكوردي الفيلي، ونحن اليوم نستذكر وبحـزن وأسـى كـــبير شهداء شعب كوردستان من شباب الكـورد الفيليين الذين زجوا إلى السجون بعد عزلهم وإبعادهم عن عوائلهم دون وجود أي أثـر لهم وزهقت أرواحهم الطاهرة على أيدي أزلام الدكتاتور المقـبور ونظامه البعثي الشـوفيني.
إن إحياء ذكرى يوم الشهيد الفيلي يعـيد بنا شـريط قاسي للذاكرة الإنسانية جمعاء، حين تفنن طاغوت البعث وشـكل صنوفاً من العـذاب وتنفيذ مشاهدً مؤلمة للإبادة الجماعية وأقترف أبشع الجرائم وأقسى عمليات التـشريد والتهجـير القسري بحق الكـورد الفيليين، وتسفير عوائلهم بينهم الأطفال والنساء والشيوخ بدون أية رحمة ورميهم على الحـدود العراقية الإيرانية بلا ذنب، وسلب كافة حـقوقهم بسبب قوميتهم وإنتمائهم الوطني، وبقرارات ظالمة تم مصادرة أموالهم المنقولة وغير المنقولة في مطلع الثمانينات القرن الماضي..
إننا اليوم مطالبون كمؤسـسة تشريعية دستورية وجميع الوزارات في الحكومة الإتحادية بذل الجهود لمساعدة المتضررين من الكـورد الفيليين، والسعي الجاد لمعالجة المشاكل والمعوقات لنيل حقوقهم المشروعة بالتشريعات والقوانين والقرارات الحكومية النافـذة، ويجب علينا جميعاً أن نقف وقفة تاريخية وبروح وطنية خالصة ونجـدد العهد لإخواننا الكـورد الفيليين الأصلاء من أجل إنصافهم وإسترجاع ممتلكاتهم وفق الإجـراءات القانونية، وبناءاً على توصيات الرئيس مسعود بارزاني تابعنا وبحرص شـديد ملف الكـورد الفيليين، وقمنا بخطوات مهمة ووجهنا مدير عام دائرة الأحوال المدنية والجوازات والإقامة في وزارة الداخلية للحكومة الإتحادية بالشروع لتحويل ملفات وأضابير الفيليين من غرفة الأجانب إلى الشعبة الوطنية لإصدار البطاقة الوطنية أسـوة بالعراقيين لأنهم مواطنين أصلاء، ومستمرون في العمل بهذا الملف، وهناك خطوات لاحقة تتعلق بقضايا النزاعات الملكية لتمكين عـودة أراضيهم وأملاكهم.

الحـضور الكــريم..
ونحن نستذكر يوم الشهيد الفيلي ندعـو جميع القوى السياسية والوطنية والجهات الرسمية بإعلان موقف واضح وجاد تجاه ملف الكـورد الفيليين، وإعادة الإعتبار لهذه الشريحة التي عانت وذاقت الأمرين ولعـقود من الزمن، وإعادة حقوقهم المسلوبة حيث ولازال قسم كـبير منهم تحت وطأة المعاناة والإجحاف بالرغم من مرور أكثر من (20) عشرون عاماً على زوال النظام البائد، لذا يجب إنصاف الفيليين مادياً ومعنوياً وبالقوانين وأحكام الدسـتور، ويجب عدم التهاون في إعادة الحقوق المادية والمعنوية لهذه الشريحة المظلومة وكل الشرائح الأخرى في بلدنا العزيز، فلا زال وللأسف بلدنا يعاني الكثير من المظالم وجراحاته لازالت شاهدة للعيان، وما تعرض له الكـورد الفيليين من جرائم تضاف إلى الجرائم الأخرى ضد أبناء شعـب كوردسـتان، وآثارها لازالت ماثلة أمامنا ولم تجـد الحلول، وعلى الحكومة وأصحاب القرار إنصاف المظلومين وإعادة الحقوق ورعاية المحرومين وقضاء حوائج الناس، ومن هنا نجدد المطالبة بضرورة إلغاء كافة قرارات مجلس قيادة الثورة المنحل التي إستهدفت الفيليين، وتوجيه العمل الحكومي لتحـسين أوضاعهم المعيشية والصحية والإجتماعية، وأهمية إشراكهم في العملية السياسية وتحقيق التوازن والتمثيل داخل مؤسسات الدولة بما يتناسب مع حجم تضحياتهم الكبيرة في سبيل الحرية والديمقراطية، سيما ولديهم حـضور فاعل ومؤثر على المستوى الديني والإجتماعي والإقتصادي.

خـتاماً.. نقولها وبكل فخـر وإعـتزاز ” إننا اليوم نستلهم من تضحيات الكورد الفيليين دروس قيمة في الشهادة والإرادة الحـرة والثقة بالنفس، والتمسك بأرض الآباء والأجـداد ومواجهة الظروف والضغوط والتحـديات”.
الرفعة والخـلود لشهداء الكـورد الفيليين ولكل شهداء العراق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
الدكتور شاخەوان عبدالله أحـمد
نائب رئيس مجلس النواب العراقي
4 نيســـــــان 2023