برئاسة السيد الحلبوسي، مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي ينطلق تحت شعار دعم استقرار العراق وسيادته

انطلقت اليوم السبت اعمال المؤتمر الرابع والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي في بغداد برئاسة الاستاذ محمد الحلبوسي رئيس الاتحاد ورئيس مجلس النواب العراقي تحت شعار (الدعم العربي لتعزيز استقرار العراق وسيادته) بمشاركة رؤساء البرلمانات والوفود العربيَّة ورئيس البرلمان العربي، ورئيس الاتحاد البرلماني الدولي، ورئيس برلمان البحر الأبيض المتوسط
وفي افتتاح المؤتمر الذي عقد في القصر الحكومي، استهل رئيس الاتحاد البرلماني العربي السيد الحلبوسي كلمته بتقديم خالص الشكر للاشقاء العرب على دعمهم أن يكون المؤتمر ‏الرابع والثلاثون للاتحاد البرلماني العربي برئاسةِ العراق، مرحبا باسم الشَّعب العراقيّ من أقصى جبال كردستان إلى بصرة الخليج بحضور رؤساء البرلمانات العربية والوفود المرافقة لها في بغدادَ العروبة والسَّلام والتَّضامن الأخويِّ بعد مضي أربعين عاما على استضافة المؤتمر.
واشار الرئيس الحلبوسي الى ان هذه القمَّةُ البرلمانية تشكل خطوةً مهمةً لتعزيز العلاقات بين البلدان العربية الشقيقة كوننا نؤمن أن النوايا والقلوبَ لأشقائنا أشدُّ بلاغةً وتعبيراً من كلِّ ما قيل وسيُقال بهذا الخصوص، مثمنا عالياً الشعارَ الذي تحمله الدورة في دعم ومساندة العراق واستقراره.
ولفت رئيس الاتحاد البرلماني العربي إلى أن أعمالُ المؤتمر الرابع والثلاثين تنتظر الكثيرَ من المخرجات في نقاشاتِه وطروحاتِه لقضايا الأمَّة العربية، ومستجدات الساحتين الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مضيفا أنه آن الأوانُ للبيت العربي ليوحِّدَ الجهودَ ويَنبذَ الخلافات الجانبية؛ للوقوف أمام التحديات الراهنة دولياً وإقليمياً من خلال صياغةِ استراتيجيةٍ شاملةٍ وواقعيةٍ تجاه المشكلات العالقة منذ فترة طويلة والظروف الصعبة التي تتطلَّب عملاً مشتركا وتكثيفاً للمساعي الرامية إلى تحقيق الاستقرار والأمن، وفي مقدمتها قضيةُ الأمن الغذائي.
وعبر السيد الحلبوسي عن رفضه لاعتداءات قوات الاحتلال الصهيوني، وتجاهله لكلِّ القيم والمبادئ الإنسانية بحقِّ الأشقاء الفلسطينيين، مؤكدا على ثبات موقفنا من القضيةِ الفلسطينية مهما مرَّ الوقتُ وتغيَّرت الظروفُ الدولية بالإيمانٍ الراسخٍ بأحقية إخوانِنا الفلسطينيين بإقامةِ دولتِهم الفلسطينية المستقلَّة وعاصمتها القدس الشريف، معربا عن رفضه القاطع للإساءة للأديان والكتب السماوية، ولا سيما المحاولات المتكرِّرة التي تحاول الاعتداء على القرآن الكريم وقدسيته.
وتابع الرئيس محمد الحلبوسي في كلمته، أن الأشقَّاء في سوريا مروا في الأيام الأخيرة بظروف صعبة إثر الزلزالِ المدمرِ الذي ضرب مدناً عزيزةً وغاليةً من أرجاء البلاد، وأوقع أضراراً بالغة بالأرواح والممتلكات، مما يلزمُنا جميعاً بالسعي والاستمرارِ في واجب المساندة والدعم إلى حين إنجلاءِ تداعيات الأزمةِ وآثارِها الصعبة”، داعيا الى ان تتبنَّى الدول العربية على كافة المستويات البرلمانية والحكومية قراراً نهائياً بعودة سوريا إلى محيطِها العربي وممارسة دورِها بشكلٍ فعال.
من جهته، اكد رئيس مجلس النواب الأردني السيد احمد الصفدي، دعم بلاده لجهود العراق الرامية إلى تعزيز التعاون وتحقيق المصالح المشتركة بين الدول العربية الشقيقة، مبينا ان استقرار العراق يعد ركيزة أساسية لأمن البلاد العربية والمنطقة، مشددا على اهمية حسن الجوار واحترام الشؤون الداخلية التي تشكل منطلقا للعلاقات الدولية المؤدية الى الاستقرار.
وشدد رئيس مجلس الشورى الاماراتي السيد صقر غباش على اهمية التنسيق البرلماني وتوحيد المواقف العربية على مستوى القضايا المشتركة وتفعيل دور الدبلوماسية البرلمانية وفتح أبواب التعاون والتكاتف من أجل تحقيق التكامل العربي، فضلا عن دعوته الى ضرورة تفعيل دور الاتحاد البرلماني العربي باعتباره المظلة الجامعة للبرلمانات العربية، موجها الشكر والتقدير للجهود التي بذلت في سبيل إنجاح العمل البرلماني العربي، معربا عن أسفه لما تعرضت له سوريا الشقيقة بسبب كارثة الزلزال.
وأشار رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري السيد ابراهيم بوغالي الى أن اجتماعنا في بغداد جاء لتعزيز وترسيخ روابط الأخوة العربية والوقوف صفا واحدا في مواجهة الأخطار والتحديات التي تواجه الوحدة العربية، مؤكدا دعم بلاده للمؤتمر الرامي الى تعزيز الاستقرار في العراق وجميع الدول العربية.
من جانبه، قدم رئيس مجلس الشعب في الجمهورية العربية السورية الســــيد حموده صباغ شكره للأشقاء العرب والدول الصديقة الذين عبروا عن عميق شعورهم ومساندتهم وتعازيهم الصادقة للشعب السوري جراء الزلزال المدمر الذي ضرب عدداً من المحافظات السورية، مؤكدا على ضرورة استمرار تنسيق العلاقات البرلمانية العربية وتوطيدها والبناء عليها للتصدي معاً لقوى الهيمنة والاحتلال والإرهاب.
ودعا رئيس مجلس الشعب الصومالي الشيخ محمد ادم نور الى دعم مساعي العراق في اعادة الاعمار وتعضيد الاستقرار وصون وحدة النسيج الوطني، ومسيرته نحو الاستقرار وتعزيز قدراته في مواجهة التحدياتـ مثمنا جهود الحكومة العراقية في مكافحة الارهاب.
وثمن رئيس مجلس شورى سلطنة عمان الشيخ خالد بن هلال، دور بغداد حاضرة بلاد الرافدين والحضارات الانسانية لاحتضان الاجتماع البرلماني العربي، مضيفا ان المؤتمر يأتي لترسيخ العمل العربي في مواجهة الأخطار والتحديات التي تواجه البلدان العربية.
واشاد رئيس مجلس النواب الفلسطيني بدور رئيس الاتحاد البرلماني العربي، رئيس مجلس النواب العراقي لدعمه المواقف العربية في المحافل الدولية، مطالبا بمساندة الشعب السوري للخروج من ازمة الزلزال فضلا عن تقديم المساعدات المالية لهم وإغاثة المنكوبين، مؤكدا اهمية عودة سوريا لمكانتها بين الدول العربية ورفع الحصار عنها منوها الى ضرورة ايقاف الممارسات القمعية للاحتلال الصهيوني واعتداءاته ضد الشعب الفلسطيني.
وأثنى رئيس مجلس النواب المصري السيد حنفي الجبالي على دور العراق في مواجهة التحديات التي مر بها وتحقيقه الانتصارات على الصعيد الامني والاقتصادي، مشيرا الى سعي مصر لترجمة رؤيتها لعراق مستقر وامن وانتقال خطط التعاون الثنائي من مرحلة النوايا والتشاور الى مرحلة الشروع في اتخاذ الخطوات التنفيذية التي تكفل ترسيخ التعاون الاقتصادي بين البلدين خاصة في مشروعات اعادة الاعمار والبنى التحتية في العراق، لافتا الى ان عراقا مستقرا وقويا يعد اضافة محورية لا غنى لمنظومة الامن القومي العربي.
من جانبه، اعرب رئيس مجلس النواب اليمني السيد سلطان سعيد البركاني عن تقديره للدور المحوري الذي يمثله العراق في المنطقة العربية من خلال دعم تحقيق الوحدة والتنمية، منوها الى حاجة العراق لدعم الدول العربية من اجل الاستقرار والبناء.
وعبر رئيس مجلس الشورى القطري السيد حسن بن عبدالله الغانم عن فائق الاحترام للجهود التي حققها العراق في تحقيق الازدهار لا سيما نجاحه في تنظيم بطولة خليجي ٢٥ التي اقيمت في البصرة وكسرت الصورة النمطية السلبية عن العراق، مستنكرا بالوقت ذاته الاعتداءات المتكررة من قبل الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الشقيق واخرها اقتحامه لمدينة نابلس التي ادت الى استشهاد اكثر من عشرة اشخاص.
وفي كلمته اثناء المؤتمر، اشار رئيس مجلس التواب الليبي السيد عقيلة صالح عيسى الى ان المنطقة العربية بأمس الحاجة الى التنسيق وتوحيد المواقف لتحقيق التعاون والتضامن مع جميع شعوب البلدان العربية.
وأكد النائب الاول لرئيس مجلس النواب البحريني السيد عبد النبي سلمان على ضرورة تعزيز الامن والاستقرار في العراق ودعم مؤسساته الدستورية ونبذ التعصب والكراهية وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، داعيا الى مساندة العراق بجهوده في كافة المجالات لا سيما المجال الاقتصادي.
وتحدث النائب الأول لرئيس مجلس النواب العرقي السيد محسن المندلاوي في كلمة باسم العراق، مبينا فيها ان بث ثقافة التسامح وتقبل الآخر ونبذ الافكار المتطرفة كفيلة بالقضاء على جذور الارهاب، مطالبا بإتخاذ موقف حازم لحماية حقوق الدول العربية وحصصها من الأمن المائي، مؤكدا على أهمية الارتقاء بالواقع الاقتصادي والتجاري والاستثماري في الوطن العربي، من خلال تبني المجالس النيابية للتشريعات الضرورية واللازمة بهذا الصدد.
وقال السيد المندلاوي أن “العراق قطع شوطاً كبيراً في النصر على الإرهاب امنياً وعسكرياً، ويسعى في المرحلة الحالية لتحقيق النصر الفكري والثقافي على جميع منابع واشكال التطرف والتعصب المؤدي إلى العنف، لافتا الى ترحيب العراق بتقديم الدعم لسوريا ومساعدتها في عمليات الاغاثة ومساندة المنكوبين جراء الزلزال، اضافة الى تاكيده لموقف العراق الثابت والداعم للقضية الفلسطينية وانهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف.
وبين الوفد المغربي في كلمة القيت نيابة عن رئيس الوفد حسن بن عمر ان بعد المسافة بين العراق شرق الوطن العربي، والمغرب في جزئها الغربي لم يمنع التواصل والتعاون ولم ينقطع التعاون بين البلدين الشقيقين منذ القرن السابع، مشددا على ضرورة الوقوف مع العراق ومساندة وحدته ورفاهيته وعزته، مشيرا الى دور العراق بدعمه لاستقلال المملكة المغربية في الامم المتحدة.
وأشاد رئيس وفد مجلس الامة الكويتي السيد ثامر سعد الظفيري بتطلعات العراق في النهوض والاستقرار، مهنئا العراق بنجاحه في إحتضان بطولة كأس الخليج لكرة القدم بعد غياب طال ٤٤ سنة عن استضافة البطولة، لافتا الى ان استقرار العراق وأمنه جزء لا يتجزأ عن امن دول الخليج العربي، مرحبا بالوقت نفسه بمساعي الربط الكهربائي بين العراق ودول مجلس التعاون الخليجي، فيما دعا الى حل المسائل العالقة بين العراق والكويت ومنها استمرار التفاوض لاستكمال ترسيم الحدود بين البلدين الشقيقين.
وقدم عضو الوفد اللبناني المشارك في المؤتمر السيد ايوب حميد الشكر والامتنان للدول العربية وبضمنها العراق لدعمهم لبنان في الازمة الاقتصادية التي يمر بها، داعيا الى ايجاد حلول والية لأرصدة الامانة العامة للاتحاد البرلماني العربي المالية في البنوك اللبنانية، متابعا ان المؤتمر الذي تحتضنه بغداد يدل على استعادة العراق دوره كحجر رحى في توثيق العلاقات بين الدول العربية، معلنا مساندة بلاده لإعادة مقر الاتحاد البرلماني العربي الى الجمهورية العربية السورية.
وعلى هامش المؤتمر، هنأ رئيس البرلمان العربي السيد عادل العسومي تسنم السيد رئيس مجلس النواب العراقي رئاسة الاتحاد البرلماني العربي معبرا عن سعادته للمشاركة في المؤتمر الرابع والثلاثين المقام في العراق، مشيدا بحسن الاستقبال والاقامة والتنظيم.
وأثنى السيد العسومي على اختيار الموضوعات المتعلقة بالمؤتمر والداعمة لأمن واستقرار المنطقة العربية، ومواجهة التحديات والازمات السياسية والاقتصادية، مشيرا إلى ان اقامة المؤتمر خير دليل على امن واستقرار البلد وقدرته على تغلب الظروف الصعبة، متطلعا الى عودة العراق الفعالة بين اشقائه العرب واستعادة مكانته لافتا ان العراق بحاجة للوقوف معه لاعادة البناء والتنمية وتوفير سبل الحياة.
واعلن السيد محمد الحلبوسي عن تشكيل وفد نيابي من الاتحاد البرلماني العربي لزيارة الجمهورية العربية السورية دعما للاشقاء ومساندتهم في محنتهم، فيما جرى تكريم عدد من نواب الشعب البرلمانية العربية المشاركة في المؤتمر بجائزة التميز البرلماني.
كما تلا السيد الحلبوسي رئيس الاتحاد البرلماني العربي في ختام المؤتمر، مشروع إعلان بغداد والذي تضمن دعم رؤساء البرلمانات والوفود وتضامنهم مع جمهورية العراق وضرورة توفير كل ما يلزم لتعزيز استقراره وسيادته ووحدة اراضيه ووقوفهم الدائم والراسخ وبكل الامكانات الى جانب الاشقاء العراقيين، مؤكدا ان المؤتمر ينعقد في وقت يستلزم اعادة الزخم لقيم التضامن والتلاحم والتعاضد بين الشعوب العربية، والترحيب ببناء العراق لدولته الحديثة القائمة على مؤسسات وطنية وديمقراطية قادرة على دفع العراقيين باتجاه مزيد من التنمية والازدهار والتقدم.
كما جدد في الاعلان رفضه القاطع لجميع أشكال التطرف والإرهاب ومحاربة منابعه، مضيفا أن تحديات المشهد العربي تزداد تعقيدا اذ طالب بزيادة التعاون والتنسيق لإنهاء الارهاب وتعزيز اسس العمل العربي المشترك، واهمية استمرار الحوارات بين الاشقاء العرب، مستنكرا بأشد العبارات حرق المصحف الشريف ورفض اي فكر يدعو للكراهية والاقصاء، مختتما البيان بتقديم الشكر لجمهورية العراق باستضافة مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي وتنظميه بمستوى عال يليق بمكانة الدول المشاركة.

الدائرة الاعلامية
مجلس النواب
25/شباط/2023