بيان لجنة الشهداء والضحايا والسجناء السياسيين بمناسبة الذكرى السنوية لإعدام السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس) والذكرى السنوية لجريمة الانفال (سيئة الصيت )

 

في مثل هذه الأيام من شهر نيسان عام 1980، تطل علينا الذكرى السنوية لجريمة العصر ذكرى إعدام المرجع و المفكر و الفيلسوف الشهيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر، مفجر الثورة الاسلامية في العراق و أخته العلوية العالمة الفاضلة الشهيدة بنت الهدى رضوان الله تعالى عليهما، من قبل طاغية العراق الدكتاتور المقبور صدام اللعين.
ففي التاسعِ من نيسان عامَ ن١٩٨٠ اقترف حزبُ البعثِ وطاغيتُهُ المقبورُ صدام الجريمةَ التأريخيةَ الكبرى بإعدامِ الشهيدِ السيد محمد باقر الصدر وأختِه العلويةِ بنت الهدى قبلَ ثلاثه وأربعين عاماً ، وشاءت الأقدارُ أن يصادفَ ذكرى إستشهادُه مع زوالِ حكمِ الطاغيةِ وسقوطِ نظامهِ المستبدِ في التاسعِ من نيسان ٢٠٠٣ لتطوى صفحةٌ دمويةٌ من تأريخِ العراق.
لقد كان الشهيد الصدر شخصية علمية، و مجاهداً مضحياً من مفاخر الحوزات العلمية و مراجع الدين و المفكرين المسلمين، فلا عجب لشهادة هؤلاء العظام الذين أمضوا عمراً في الجهاد في سبيل الأهداف الإسلامية.
لم يكن السيد الشهيد الصدر من الشخصيات الفريدة في التاريخ الإسلامي فحسب بل كان يعتبر ثروة فريدة بالنسبة إلى العالم الإسلامي. ويقيناً ان الذي أراق دمَ الصدر ليس واحداً وإنما هم أعداء الإسلام جميعاً.
ونحن أذ نستذكر الذكرى الأليمة لجريمة العصر، أقف إجلالاً في حضرة عظيم من عظماء هذه الأمة، وفي رحاب العلم والفقه والثورة والجهاد والشهادة.
فلم يكن الشهيد الصدر مجرد عالم مضى – مع أن جلالة العلم لا تنكر- ولا مجرد كاتب كتبَ وانتهى، وإنما جمع خصالاً عديدة، كل واحدةٍ منها تكفي للدلالة على عظمته وسموه، فكيف إذا اجتمعت فيه خصلتان منهما. هذا هو حال العلماء الشهداء. وإذا كان مداد العلماء أفضل عند الله تعالى من دماء الشهداء، فليس ذلك إلا لأن هذا المداد هو الذي يفجر تلك الدماء. فكيف إذا كُتِب ذلك المدادُ بالدماء أيضاً.؟!
وإذا كان المقبور صدام وجلاوزته قد انتهوا إلى أسوأ مصير، هاربين مما ارتكبوه بحق الشعب العراقي، حتى قُبِضَ عليه ذليلاً في حفرة، فإن الشهيد آية الله محمد باقر الصدر قد استعد للشهادة وتلقاها بإيمانٍ وثقة بالله، دون أن يتخلى قيد أنملة عن مبادئه، لذلك ظل رمزاً للشجاعة والتصدي للطغاة، حياً في ضمائر الأحرار على امتداد خارطة العالم.
وكذلك نستذكر اليوم جريمة اخرى من جرائم البعث المقبور وهي الذكرى السنوية لشهداء وضحايا عمليات الابادة الجماعية للشعب الكوردي ، عمليات الانفال سيئة الصيت التي مارسها نظام البعث الفاشي ضد المدنيين العزل من النساء والاطفال والشباب والشيوخ وضد الزرع والحرث والنسل، حتى الطبيعة لم تسلم من بطش وظلم سفاح العراق المقبور الذي وزع القتل والتدمير بين جميع اطياف الشعب العراقي ولم يتوانى عن ممارسة ابشع اساليب الظلم والطغيان طيلة خمسة وثلاثين عاماً من حكم البعث المقبور .
ليسجل النظام سابقة خطيرة في تاريخ الانسانية بوحشيته وذلك باستخدام الاسلحة الكيمياوية في حلبجة وقرداغ ومناطق اخرى في كوردستان بالتوازي مع تجفيف الاهوار في جنوب العراق لتصل الذروة بتدمير اكثر من5000 قصبة وقرية ودفن 182000 من المدنيين العزل احياء وتهجير عشرات الالاف وتدمير البنية الزراعية وتغيير نمط حياتهم وسلب كل ممتلكاتهم في عمليات الانفال .
وكما هو معروف لم يكتف نظام البعث الفاشي بتدمير كوردستان واقتراف جريمة الابادة الجماعية بحق ساكنيها بل تمادى الى اكثر من ذلك من تطهير عرقي وتهجير وغيرها من الجرائم
فالسلام على شهيدنا الصدر يوم ولد ويوم استُشهِد ويوم يُبعثُ حيّا
والرحمة والخلود لجميع شهداء العراق
وتحية احترام واجلال لشهداء وضحايا جرائم عمليات الأنفال ( سيئة الصيت) ،
وتحية لجميع عوائل الضحايا التي قدمت التضحيات من اجل عراق حر ،

والفاتحة على ارواح جميع شهداء العراق

الدائرة الاعلامية
مجلس النواب
2023/4/16