نص كلمة د.شاخەوان عبدالله رئيس الوفد العراقي في مؤتمر “باكو” للشبكة البرلمانية التابعة لحركة عدم الإنحياز الدولية

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

السيدة رئيس المجلس الوطني الأذربيجاني، أصحاب السيادة والمعالي مع حفظ الألقاب لكل الحاضرين، طابت أوقاتكم بكل خير وســعادة…

بداية أصالة عن نفسي ونيابة عن وفد مجلس النواب العراقي نقدم شكرنا وتقديرنا العالي لشعب وحكومة جمهورية أذربيجان ولرئيس المجلس الوطني الأذربيجاني السيدة (صاحبة غافوروفا) على دعوتها للحضور والمشاركة في هذا المحفل المهيب والإحتفاء البرلماني الدولي، ونتمنى أن تستمر أهداف الشبكة البرلمانية وكل ماينسجم مع ما ورد من بنود ذات صلة في إجتماع مدريد لعام 2021، وهذه فرصة جـيدة لكي نستعرض معــاً الموقف العالمي وبحث السـبل والإجراءات الكفيلة للتصدي بوجه التحديات المستمرة التي تعصف بخارطة السلام والأمن الدولي.

أيها الحـضـور الكــريم…
كما تعلمون يوم أمس 30 من شهر حزيران ومع إنطلاق أعمال وفعاليات مؤتمر باكو صادف العيد الدولي للبرلمانيين بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2018، وهي مناسبة مهمة وفرصة متاحة لمناقشة القضايا والملفات التي تتعلق بحياة ومستقبل بلـداننا، والعمل على إرتفاع نسـبة الشـفافية لتطبيق المسائلة والرقابة على المؤسـسات الحكومية، وضمان الجـودة والرصانة في التشريعات.

اليوم ومن هنا يجب أن نشير إلى الحياد الإيجابي والسياسة التي تبنتها حركة عدم الإنحياز منذ تأسـيسها وما تتطلع به من القيام بمهام جسيمة لدعم الإستقرار وإستتباب الأمن العالمي، وبذل جهود إستثنائية لتجنب الحروب والكـوارث ومناصرة القضايا العادلة لشعوب العالم والمساهمة النوعية في إيجـاد الحلول للمشاكل والأزمات التي تواجه المجتمع الدولي وفق مبادئ العدالة الدولية وبما يوازي المبادئ العامة لحقوق الإنسان ونشـر قيم العـدل والمساواة للوصول إلى الأهـداف السامية لتحقيق الأمن والسـلام المنشـود.

الســيدات والســادة الحـضور…
نجتمع اليوم ونحن على دراية كاملة لما يحيط بشعوبنا من مخاطر وأزمات إقتصادية وصحية ومشاكل أمنية وتعـقيدات سـياسية وهناك مشـاكل وتحديات كبيرة، وكما يعـلم الجميع إننا في العراق واجهنا بكل حزم وإصــرار الإرهاب بشـتى أشـكاله من الفكـر الظلامي والتطرف المقـيت، وقـد حاربنا تنظيم داعش الإرهابي الذي شـكل خطراً عالمياً، وإسـتطاع أبناء شـعبنا أن يتصـدوا وبشجاعة القـوى الظلامية بالتكاتف وبصف واحـد من الجـيش والبيشمركة والحـشد الشـعبي والعـشائري، ومانتج عن معارك التحرير من دمار ونزوح المدنيين من مناطقهم بحثاً عن ملاذ آمن، وأقـليم كـوردستان العراق أسـتقبل واحتضن أكثر من مليونين نازح، ولازال ملف النازحين يشكل عبئاً على الحكومة، لذلك نحن بحاجة إلى إسـتمرار الدعم والمساندة من دول الأصدقـاء، والعراق يمثل محـوراً أسـاسـياً وعامل إسـتقرار مهم في المنطقة والشرق الأوسـط بشـكل عام، وبالرغم من حجم التحـديات والمشاكل السـياسية، ومع ذلك أستطاع البرلمان العراقي أن يمارس دوره ومهامه الرقابية والتشريعية وفــق الدسـتور ونظامه الداخلي، وأداء أعمـاله بشـكل مسـتمر وتواصل مع الشعب وأقـر عدد من القوانين، وفي مقدمتها قانون الدعم الطارئ للأمن الغـذائي والتنمية لضمان توفير مفـردات البطاقة التموينية والسلات الغـذائية وتمويل الرعاية الإجتماعية ومساعدة الطبقات الفقيرة ودعم الفلاحين، كما سبقنا الجميع في خطوات مهمة لمواجهة التطبيع مع الكيان الصهيوني من خلال تشريع قانون تجريم التطبيع مع إسرائيل.

أعـــزائي الحـضــور…
في الوقـت الذي يشهد فيه العالم مراحل التقـدم والسـيطرة على ملف جائحة فايروس كورونا والتعافي التدريجي من خلال تنفيذ البرامج الوقائية ونشر التوعية الصحية وتمكن الحكومات على الإجراءات الإحـترازية والتـدابير اللازمة وتحقيق التوازن بين الصحة العامة، والحيلولة دون تراجع النمو الإقتصادي والحصول على نتائج جـيدة في مكافحة الوباء، بالمقابل ظهرت التطورات والأحـداث السـريعة جــراء الحرب الروسـية الأوكرانية وتأثيراتها على الإقتصاد العالمي وماجرى من تخبط في الأسواق والتفاوت في أسعار المواد الغذائية الأساسية وعزوف قطاع الإستثمار لتخوفه من تطورات الحرب وتداعياته السلبية أمام التوتر الحاصل على مستوى العالم، كما علينا أن لاننسـى قضية التغيير المناخي وماحدث من علامات الجفاف والتصحر بسبب المناخ وخاصة في العراق ومنطقة الخليج وتونس ولبنان ومصر وعدد من دول أخرى، فضلاً عن سوء إستغلال بعض الدول في المنطقة لملف المياه وتعمدها لخلق أزمات مع دول الجوار وإستخدام المياه للأسف كسلاح للضغط، كل هذه المؤشـرات تضعنا أمام تحـديات خطرة، لـذا علينا كبرلمانات دول الأعضاء في حركة عدم الإنحياز أن نكون على أهبة الإستعداد لمواجهة تلك التحـديات ويجب أن نعمل سوية على تعـزيز التعاون البرلماني وزيادة النشاطات وإستمرار اللقـاءات بين الوفـود البرلمانية ورفع مستوى التنسيق بكل الأدوات والآليات المتاحة، وتقـديم الدعم المباشر لتوسيع برامج الحماية الإجتماعية الموجهة للتغذية ضمن الإستجابة والتصدي، وكما نشـدّد على أهمية الكفاح ضد الإرهاب والتطرف الدولي، وإيجاد الحلول الواقعية لأزمة الهجـرة الناجمة عن الصراعات والإشتباكات المسلحة، وهنا علينا أن نشـيد بالدور الفعال والإيجابي لجمهورية أذربيجان وإدارتها لحركة عدم الإنحياز.

ختاماً… العراق يجـدد دعمه ومساندته للمبادئ الأساسية لحركة عدم الانحياز ويؤيد كل حركات الإستقلال الوطني والتحـرر ومساعدة الشعوب في حق تقرير المصير وإختيار شكل الحكومات، ودعم التجارب الديمقراطية والإنتقال السلمي للسلطة والحكم الرشـيد، وتعــزيز الشراكة العالمية للأمن والسلام المنشود.
أشكر الجميع على حسن الإصغاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته…

المكتب الإعلامي لنائب رئيس مجلس النواب العراقي
جمهورية – أذربيجان
العاصمة / باكو
1 تموز 2022