بغداد تستضيف اجتماعات اللجنة الدائمة للشؤون السياسية للجمعية البرلمانية الاسيوية
برعاية سيادة رئيس مجلس النواب العراقي الدكتور محمود المشهداني، انطلقت اليوم السبت اعمال اللجنة الدائمة للشؤون السياسية للجمعية البرلمانية الاسيوية، في بغداد، بمشاركة ممثلي 14 دولة.
وفي مستهل الاجتماع اوضح السيد رئيس مجلس النواب الدكتور محمود المشهداني في كلمة القاها نيابة عنه عضو لجنة العلاقات الخارجية النائب جبار الكناني، ان الوضع الراهن اليوم يمر بمرحلة خطيرة وحساسة تعصف بالشرق الأوسط، يتم فيها تجاهل المبادئ والمفاهيم الأساسية للمواثيق والأعراف الدولية مثل السيادة والسلامة الإقليمية وحق تقرير المصير وحق العيش بكرامة، اضافة الى انتهاك القوانين الإنسانية والقانون الدولي الإنساني ومسؤولية الحماية والتعاون المتعدد وقوانين الحرب وسط نظام دولي مبهم قائم على ازدواجية المعايير والمصالح، ويفتقر إلى توفير الحماية الدولية والعدالة وصولا الى الحفاظ على السلم والامن الدوليين ، مشددا على ضرورة العمل بجدية بهدف اصلاح المنظومة الدولية واعادة النظر بفعاليتها بما يخدم مصلحة الأجيال القادمة ويحقق أهداف التنمية المستدامة .
واضاف عضو لجنة العلاقات الخارجية، ان ما يحدث في فلسطين اليوم من مجازر وابادة جماعية يرتكبها الكيان الصهيوني الغاشم بحق المدنيين الأبرياء يعد سابقة خطيرة لم يسبق لها مثيل في العصر الحديث، لافتا ان قتل الاف الأطفال والنساء وقصف المستشفيات وملاجئ النازحين وقطع المساعدات الإنسانية وقتل موظفي الإغاثة والتجويع الجماعي المتعمد، وتجمد الأطفال في البرد القارص لمناظر يندى لها جبين الانسانية ويجعلنا أمام مسؤولية إنسانية كبيرة، واضاف الكناني لعدم وجود رادع في كل ذلك واستطرادا بوحشيته وانتهاكاته، شاهدنا عدوان الكيان الصهيوني على لبنان الحبيبة وتدميره للمباني وقتل الأبرياء العزل والتفنن بجرائم الحرب واستخدام التكنلوجيا لتنفيذ المتفجرات وتدمير البنى التحتية وتهجير المدنيين من الأطفال والنساء، مشيرا ان توغل الكيان الصهيوني في الجولان السورية ينذر بتهديد خطير قد يغرق المنطقة بصراعات وساحات حرب قد تحرق الاخضر واليابس إذا لم يتم إيقاف ذلك العدوان الوحشي بصورة فورية لا تقبل المساومة كمحاولة لإرساء قواعد السلام الدولي.
وتابع ان العراق حكومة وشعبا بكل مكوناته وأطيافه وتوجيهات مرجعيته الدينية العليا، يؤكد موقفه الثابت لدعم الشعبين الفلسطيني واللبناني وتقديم أقصى ما يمكن من الدعم المادي والمعنوي داعيا المجتمع الدولي ومؤسساته القانونيــــــة والمنظمات الدولية للعمل الجدي والفعال لوقف الحرب الفوري على غزة وكبح جماح العدوان الصهيوني الغاشم وتنفيذ قرار محكمة العدل الدولية الملزم بعدم شرعية الوجود الصهيوني على الأراضي الفلسطينية واحباط مخططاته الخبيثة والتي تهدف إلى تقسيم المنطقة، محذرا من الاكتفاء بشعارات الإدانة والاستنكار منبها بوجوب ان تكون هناك مواقف مسؤولة وخطوات عملية تجاه ما يحصل في المنطقة تجنبا لحرب إقليمية محتمة.
وفيما يتعلق بالوضع في سوريا، اوضح السيد جبار الكناني ان العراق يجدد حرصه على سلامة الأراضي السورية وحق تقرير المصير للشعب السوري ووحدة أراضيه وحفظ مقدساته واستقلاله بعيدا عن التدخلات الخارجية بما يحقق الاستقرار والازدهار والعيش بكرامة بعيدا عن التطرف والعنف وتمزيق الصف السوري.
وتابع الكناني ان العراق اليوم يعد محور التقاء وتعاون وسلام وبناء وتنمية وازدهار، مضيفا ان العراق تقدم خطوات كبيرة لتحقيق الامن والانتصار على الإرهاب واعادة الحياة إلى المدن المدمرة من خلال خطط شاملة للبناء والإعمار والتنمية وتنفيذ مشاريع عمرانية واقتصادية وتنموية كبيرة، لافتا اننا نسعى إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، منوها ان السلطة التشريعية في العراق تعمل جنبا الى جنب مع السلطة التنفيذية وتدعم جهود الحكومة العراقية في استكمال برنامجها الحكومي وتثني على الجهود التي يبذلها السيد رئيس الوزراء العراقي المهندس محمد شياع السوداني للحفاظ على امن واستقرار ووحدة العراق من خلال سياسة خارجية ناجحة ومعتدلة .
وفي كلمته الامين العام للجمعية البرلمانية الاسيوية السيد محمد رضا مجيدي اكد ان الجمعية تدين ما تقوم به القوات الاسرائيلية الغاشمة على غزة ويعد جريمة من جرائم الحرب الدولية فيما قدم التعازي لدول كوريا الجنوبية واذربيجان بعد الحوادث الاخيرة التي تعرضت لها.
من جهته اكد ممثل رئيس الجمعية البرلمانية الاسيوية رئيس وفد اذربيجان دعم كل الجهود الداعية الى تخفيف التوتر في المنطقة، وايجاد حلول مناسب للقضية الفلسطينة من خلال دعم حل الدولتين، لافتا الى متابعة التطورات في سوريا والتأكيد على وحدة وسلامة اراضيها كما دعا إلى تكاتف دولي وإقليمي لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه عالمنا وتهدد سلامة اراضينا وأبناءنا، وجدد التأكيد بمبادئ المسؤولية المشتركة والعادلة بين الدول نحو عالم أكثر استقرارا وعدالة تتفاعل وتتوافر فيه فرص التنمية لشعوب العالم كافة.
بدورها ركزت الوفود المشاركة على ضرورة دعم السلام في المنطقة وتفعيل الدبلوماسية البرلمانية، مع التشديد على أن القارة الآسيوية تشهد العديد من الأزمات والتحديات التي تتطلب التعاون لتجاوزها اضافة الى أهمية دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان، واحترام القوانين الدولية، والتعايش السلمي مع توجيه الانتباه إلى خروقات الكيان الصهيوني للقوانين الدولية في غزة ولبنان وسوريا، بالإضافة إلى دعم سوريا واحترام خيارات شعبها وجهود اعادة البناء والاستقرار، لافتين ان المنطقة تعيش ظروفا صعبة مما يستدعي زيادة التعاون وتظافر الجهود لبناء مستقبل مشرق لهذه القارة، فضلا عن دعم قرارات البرلمانات الاسيوية التي تصب بمصلحة الشعوب مع تطوير العلاقات البرلمانية بين الدول، وبناء السلام في آسيا، ودعم المنظومة الاقتصادية والتعددية، وتشكيل هيئة برلمانية دولية، كما تم من جانب اخر تسليط الضوء على قضية التغير المناخي وأهمية التعاون الدولي لمواجهتها والتخفيف من آثارها السلبية على الشعوب والاقتصاديات في المنطقة.
ونبه المشاركون بأن ما يمكن أن تحققه بلدان قارة اسيا على جميع الاصعدة سيما في الشؤون السياسية كونها من اكبر قارات العالم واكثرها تنوعا وامتيازها بثروة بشرية هائلة وتنوع مناخي وجغرافي حيث تعد ادوات تكاملية لها القدرة على انتاج حكومات تساهم في رفع المستوى الاجماعي والاقتصادي وتؤمن بالقانون والقضاء وحماية الحقوق مدركة لسيادة الدول وعدم التدخل بالشؤون الداخلية، مع تجديد التأكيد على ايجاد صيغة تلزم الدول الاعضاء بتطبيق القرارات التي تتخذها الجمعية.
مجلس النواب
الدائرة الاعلامية
11/1/2025